شبكة معلومات تحالف كرة القدم

2025-08-04 09:07:24

أعلن الأزهر الشريف تضامنه الكامل مع اللاعب السنغالي إدريسا غي، نجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، وذلك ردا على الحملة التي تعرض لها من قبل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. وجاء هذا الموقف بعد استدعاء اللاعب للتحقيق بسبب رفضه المشاركة في مباراة فريقه أمام مونبيلييه، حيث ارتدى زملاؤه قمصانا تحمل أرقاما ملونة بألوان قوس قزح دعما للمثلية الجنسية.

موقف الأزهر الشريف من الأحداث

أصدر الأزهر بيانا رسميا عبر صفحته على فيسبوك، أكد فيه رفضه القاطع لمحاولات استغلال المنافسات الرياضية لتمرير ما وصفه بـ"أجندات تتعارض مع الفطرة الإنسانية". وأشار البيان إلى أن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يدعم موقف اللاعب السنغالي الذي التزم بمبادئه الدينية وقناعاته الشخصية.

وجاء في البيان: "إن إجبار أي شخص على اتخاذ موقف يخالف معتقداته الدينية وقناعاته الشخصية يمثل انتهاكا صارخا لمبادئ حقوق الإنسان وقيم الحرية التي تتبناها المجتمعات الأوروبية". كما دعا الأزهر جميع الأطراف إلى احترام حرية المعتقد وعدم فرض الرأي الواحد في مثل هذه القضايا الحساسة.

تفاصيل الأزمة

تعود جذور الأزمة إلى المباراة التي جمعت باريس سان جيرمان بمونبيلييه ضمن منافسات الجولة 37 من الدوري الفرنسي، حيث قرر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم تنظيم حملة لدعم المثلية الجنسية من خلال ارتداء اللاعبين لقمصان خاصة. وقد غاب إدريسا غي عن المباراة، مما دفع مجلس أخلاقيات الاتحاد الفرنسي إلى استدعائه للتحقيق.

وقد أرسل باتريك أنتون، رئيس مجلس الأخلاقيات، رسالة إلى اللاعب السنغالي طالب فيها بتوضيح أسباب غيابه، واقترح عليه -في حال عدم صحة التقارير- التقاط صورة وهو يرتدي القميص المثير للجدل لإثبات عدم وجود مشكلة لديه مع الحملة.

ردود الفعل الدولية

أثارت هذه الأزمة ردود فعل واسعة، حيث أبدى الرئيس السنغالي ماكي سال دعمه الكامل للاعب عبر تغريدة على تويتر، مؤكدا على حق كل فرد في التمسك بقيمه ومعتقداته. من جهة أخرى، انضمت فاليري بيكريس، المرشحة المحافظة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إلى منتقدي موقف اللاعب.

الخلفية التاريخية

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها إدريسا غي عن مباراة تتضمن دعما للمثلية الجنسية، حيث سبق له أن تغيب عن مباراة مماثلة الموسم الماضي. وقد برر مدربه غيابه هذه المرة بـ"أسباب شخصية"، دون الدخول في تفاصيل.

تداعيات الأزمة

تثير هذه الحادثة جدلا واسعا حول حدود حرية التعبير وحرية المعتقد في المجال الرياضي، ومدى حق المؤسسات الرياضية في فرض مواقف معينة على اللاعبين. كما تطرح تساؤلات حول التوازن بين احترام حقوق الأقليات من جهة، واحترام المعتقدات الدينية من جهة أخرى.

ويبقى السؤال الأبرز: هل يمكن اعتبار الرياضة منصة محايدة يجب أن تبقى بعيدة عن الصراعات الأيديولوجية، أم أنها وسيلة فعالة للتغيير الاجتماعي يجب استغلالها لتعزيز قيم معينة؟